نظرة الإسلام نحو إدخال الحاسوب في العملية التعليمية
صفحة 1 من اصل 1
نظرة الإسلام نحو إدخال الحاسوب في العملية التعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام علي أشرف لخلق وحبيب الحق هو سيدنا محمد وعلي آله ، وأصحابه ، والتابعين ، وبعد :
فبادئ ذي بدء نرحب بالإخوة /
الدكتور/ جهاد البطش القائم بأعمال نائب مكتب الرئيس لشؤون قطاع غزة جامعة القدس المفتوحة .
لدكتور / عبد الناصر الفرا مدير منطقة خان يونس التعليمة لجامعة القدس المفتوحة
الأساتذة والضيوف الكرام ....
الطلبة والطالبات ..
معاشر الفضلاء :
يقول الرسول عليه السلام : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً – وإني مذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين – ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً ".
فهنيئاً لكل صاحب طرح متميز نافع يخدم مصالح الأمة والمجتمع بأن يكون ساناً سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
ولعلكم وأنتم في هذا الصرح العلمي تزدادون ثقة وثباتاً ومسؤولية بكل ما يدار في هذا اللقاء الطيب الدافئ الشعور والمشاعر حول "نظرة الإسلام نحو إدخال الحاسوب في العملية التعليمية "
وإنني إذ أتقدم بهذه الورقة العلمية أسأل الله جل وعلا أن يجعلها نافعة وفاتحة خير لدراسة التقنيات الحديثة في العملية التعليمية لهذه الأمة .
يعتبر الحاسوب أهم وسيلة تقنية مستخدمة في حياتنا ؛ لما له من دور فاعل وهام في واقعنا المعاصر ؛ لأنه أصبح لغة العصر وحياتها ، والأمي في هذا العصر ليس أمي القراءة والكتابة ؛ بل الأمي من لا يعرف الحاسب الآلي واستخدامه ؛ لأنه أصبح ظاهرة لها مدلولاتها ، ومبرراتها ، وآثارها في عمليتي التعليم والتعلم وفي هذا المجال نتقدم لجامعة القدس المفتوحة بالشكر الجزيل لما تقوم به من دورات تدريبية في مجال الحاسوب لجميع المشرفين في الجامعة .
وتنبع أهمية هذه الورقة العلمية من حيث :
1.دور الحاسوب الفاعل في العملية التعليمية .
2.كيفية الاستفادة من الخدمات التي يقدمها الحاسوب في تطوير العملية التربوية ، وهل تخالف نظرة الإسلام ؟
أهداف الورقة العلمية :
1. بيان موقف الإسلام من التعليم بالحاسوب .
2. حث الأهل علي متابعة أبنائهم علي التحصيل الدراسي من خلال الاتصال بالمعلم عبر البريد الالكتروني .
فالحاسوب : هو جهاز إلكتروني يعمل وفق برنامج مخزون ؛ حيث يستقبل المدخلات ويعالجها وفق قواعد محددة ، ويعطي نتائج تسمي مخرجات .
ونعني التعليم بمساعدة الحاسوب : تقديم دروس تعليمية مفردة إلي الطلبة مباشرة، فما هي نظرة الإسلام نحو إدخال الحاسوب في العملية التعليمية ؟
نقول وبالله التوفيق :
ورد في القرآن الكريم ، والسنة النبوية نماذج عديدة وكثيرة ؛ مما يسمي اليوم بالوسائل التعليمية ، وقد تم استخدام هذه النماذج لتوضيح القضايا المعروضة بالطريقة التي تتناسب مع العقلية البشرية ولتأكيد المعاني وتقريبها إلي مفاهيم البشر، وسوف استعرض في هذه الورقة العلمية بعض الأساليب في القرآن الكريم، والسنة النبوية والتي تركز على التطوير لبيان نظرة الإسلام للحاسوب في العملية التعليمية .
أولاً . الوسائل التعليمية في القرآن الكريم :
1.ضرب الأمثال : (أسلوب التشبيه التمثيلي )
ومنه قوله تعالي : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت41.
وقوله تعالي : مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ البقرة261
2. أسلوب القصة :
تشمل القصة التاريخية ، وغيرها وقد يكون أشخاصها معروفين ، وقد يكونوا غير معروفين ، وقد استخدمها القرآن بنوعيها لتعليم المسلمين كثيراً من المواقف؛ ومن الأمثلة ما يلي :
أ. قصة أصحاب البستان .
ب. قصة الرجلين التي وردت في سورة الكهف .
ج. قصة عاد وثمود .
د. قصص الأنبياء عليهم السلام مع أقوامهما المؤمنين منهم ,والكافرين في كثير من سور القرآن الكريم ؛ قصة موسى مع قومه , وقصة موسى مع فرعون , وقصة لوط مع قومه , وقصة شعيب مع قومه , وقصة إبراهيم عليه السلام .
فأسلوب القصة مفيد ويجذب المتعلم لاستماعه ؛ لأنه أسلوب محبب إلي النفس ، ومن مميزاتها أنها تجعل المعني واضحاً ويبقي أثره قائماً في النفس ، وفيها العبرة والعظة؛ لقوله تعالي : لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ يوسف111 .
3. عناصر الكون ( التفكر في المخلوقات ) :
قال تعالى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ فصلت53 .
وقال تعالي : أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ الملك19
4. العروض العلمية :
ويقصد بها توضيح شئ مرئي حقيقة , أو فكرة عملية عامة فيقوم العارض بإيضاح كيف تعمل الأشياء , كما في قصة ابني آدم عندما قتل أحدهما الأخر؛ فتوضح القصة الطريقة التي تمت بها الجريمة وتصف الموقف بتفاصيله ، وكيف بعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه حتى يتعلم قابيل كيفية التخلص من جثة أخيه . وكذلك ما قام به ذو القرنين من درس عملي يعلم به من كانوا بين السدين
كيفية عمل السدود ؛ لقوله تعالي : آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً الكهف96 .
5.الرحلات التعليمية :
لقوله تعالى : فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ التوبة122 .
6.الزيارات الميدانية :
والهدف منها التعرف على آثار المكذبين في البيئة وخارجها .
ثانياً . السنة النبوية :
فقد كان عليه السلام القدوة العملية الحسية للمسلمين في حياته بينهم , ثم تحولت القدوة إلى المنهج الذي تركه عليه السلام لهم إلى يوم القيامة , فكان يحدثهم بكلماته , وكان يريهم أعماله نموذجاً تطبيقياً ، إما بالتوجه المباشر، أو التلميح ، أو أساليب أخرى تدخل ضمن ما نطلق عليه اليوم بالوسائل التعليمية , التي سوف أذكر بعضاً منها ، ومن أراد المزيد فعليه الرجوع إلى كتب السيرة .
1. ضرب الأمثال :
لما روى عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول : أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما تقولون ؟ هل يبقي من درنة قالوا : لا يبقي من درنه شئ , قال : ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا .
2. القصة :
ومن أمثلتها قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت في الغار فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار وأخذ كل منهم يدعو بأحب الأعمال التي قام بها حتى انفرجت عنهم الصخرة .
3. عناصر الكون المادي :
كان عليه السلام يذكر هذه العناصر في مواقف متعددة؛ كفضل العالم علي العابد , ورؤية الله بالنسبة للمؤمنين ، وتوضيح فضل قراءة القرآن والفرق بين المؤمن، والمنافق ،والكافر .
4. الرسوم التوضيحية :
استخدم عليه السلام الرسوم التوضيحية على هيئة خطوط، وزوايا ، وأشكال في توضيح قضايا معنوية كبيرة لتصوير المعنى وتوضيحه وتبسيطه ، كما يقوم المعلم اليوم بعمل شرائح البوربوينت عبر الصفوف الافتراضية في الحاسوب ،والأمثلة على ذلك كثيرة ؛ منها :
أ.توضيح طريق الخير، و طريق الشر:
لما روى عن الإمام أحمد في مسنده عن جابر أنه عليه السلام قال : كنا جلوساً عند النبي عليه السلام فخط خطاً أمامه , فقال : هذا سبيل الله عز وجل وخطين عن يمنيه , وخطين عن شماله , وقال هذا سبيل الشيطان ، ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا قوله تعالى: وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الأنعام153 .
ب . الحركات المعبرة :
وهي تغير ملامح الوجه ،أو هيئة الجلسة ،أو الإشارة باليد، أو الأصابع،أو غيرهما بهدف التعبير، أو تجسيم الأحاسيس , وهذا موجود في الصفوف الافتراضية كيف يتم رفع اليد، والضحك ، والتصفيق؛ فقد روى عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته , واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ، ومساكم .
* أما استخدام الإشارة بالإصبع ففي عدة مواقف ؛ منها :
تشبيه التكاتف بين المؤمنين بالبنيان المرصوص , وشبك بين أصابعه، وبيان مكانة كافل اليتيم ،فقال عليه السلام : " أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلي السبابة والوسطي, وشدة قرب الساعة مع البعثة فقال : بعثت أنا والساعة هكذا وأشار إلي السبابة والوسطي .
5. المحاكاة والتدريب العملي :
أمرة عليه السلام للآباء أن يأمروا أبنائهم بالصلاة لسبع سنين وضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين , بمعنى تدريبهم ومتابعتهم عليها وهذا نوع من الوسائل التعليمية المعاصرة.
6. الرحلات :
فقد حث عليه السلام أمته على طلب العلم وبين مكانة طالب العلم .هذه النماذج والمواقف التي تم فيها استخدام الوسائل التعليمية ، يبدو من الضروري أن نوجه لأنفسنا سؤالاً ، ثم نحاول الإجابة عليه بصراحة وهدوء .
إذا كان كتاب الله العظيم ونبيه الكريم قد استخدما الوسيلة التعليمية , فهل يحق لأحدنا أن يرفض استعمالها في المواقف التعليمية المختلفة وإلى أي مدى تتجاوب طرق التدريس التي نستخدمها ؛كالحاسوب مع المنهج القرآن والسنة ؟
ومن هنا يتضح لنا بالغ الأهمية في استخدام الوسائل التعليمية لتقريب المعاني الدينية وتوجيهها للمتعلمين ؛ لذلك يعتبر الحاسوب إحدى الوسائل التعليمية في المجتمع المعاصر نظراً للثورة المعلوماتية التي أصبحت تعج في العالم، والحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق الناس بها ما دامت لا تخالف نصاً شرعياً .
والوسائل التعليمية لها مميزات عديدة في العملية التعليمية ، والمحتوى ؛ حيث يقوم معلم التربية الإسلامية بتحليل محتوي الدرس لمعرفة ما إذا كان المحتوي يتطلب الصور ، وبالتالي يمكن الاعتماد علي المواد التعليمية البصرية ؛ مثل : الأفلام المتحركة ، والحاسوب ، والتلفزيون ، وهكذا ،،،،
إذن لا بد من الاهتمام بالإبداع والذي يعد من أهم مهمات العملية التعليمية،فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر الإبداع والانفجار المعلوماتي ، ولا بد أن ينعكس هذا علي تعلمنا وإبداعنا من تعليم الناس أصول الإيمان ، والأخلاق ، وعلاقة الطالب بالمجتمع ، وتعميم المواد العصرية الحديثة ، أو حوسبة التعليم لجميع مراحل العملية التعليمية ؛لأن المعلمين يقومون دائماً بالبحث عن وسائل تعينهم علي أداء وظائفهم التعليمية من أجل الوصول إلي تعليم أفضل .
الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة :
إن التقنيات الحديثة بإمكاناتها المذهلة ، وسرعتها الفائقة ، وخدماتها الجليلة جعلت من سارع لتطويعها ، والاستفادة منها في خدمة الإسلام فمن خلال البرامج الحاسوبية، وعن طريق الشبكة العلمية للمعلومات كانت هناك جهود لتطوير الناحية التعليمية؛ لأن عصر السرعة الذي نعيش فيه اليوم يستدعي منا العمل ، ومواكبة التطور العلمي الغير مخالف للشريعة الإسلامية .
مميزات الحاسوب في العملية التعليمية :
لا شك أن هنالك مزايا وسلبيات للحاسوب ، ولعلي أشير في هذه العجالة إلي بعض الإيجابيات ؛ كما يلي :
1.يعتبر الحاسوب مطلب من مطالب العصر ، وحتمية تفرضها التقنيات العلمية الحديثة .
2.إمكانية التخزين للمعلومات بكميات هائلة ، وخيالية مع صغر حجم المساحة المطلوب حفظها .
3.السرعة الهائلة في نشر المعلومات ، واسترجاعها ، وتقديم الخدمات المعلوماتية عن بعد، وبسرعة فائقة .
4.تيسير الوقوف علي المعلومة داخل نص الكتاب ،أو البحث .
5.إمكانية نشر المادة العلمية تقنياً بشكل واسع ،وعالمي، وسريع .
النتائج المترتبة على استخدام الحاسوب في العملية التعليمية:
1.يزيل الحواجز الجغرافية والسياسية ، ويعبر الحدود، ويتجاوز القيود على توصيل الرسالة •
2.يحقق الانتشار السريع في وقت واحد •
3.يحقق سهولة التواصل والتفاعل المباشر بالعلماء لأخذ الفتوى عنهم ، والاستنارة بآرائهم .
4.يسهم في تنمية الفكر الإبداعي والمتكامل نظراً لتوافر ذلك الكم الهائل من المعلومات •
5.بيان محاسن الإسلام .
6.يزيل اللبس والغموض وينقِّي الأفكار من الشوائب، والبدع ،والخرافات التي تنشرها الوسائل المضادة .
7.يحقق التواصل مع كل أفراد المجتمع من رجال، ونساء، وشباب ويعمل على التفاعل داخل الأسرة•
8.تسهيل عملية البحث والدراسة والاطلاع على كل شؤون العمل الدعوي، وفي أماكن متباعدة من العالم في وقت واحد•
9.توفير مكتبة إلكترونية مرئية ،ومسموعة ،ومكتوبة بتكاليف زهيدة لكل من يستخدم تلك الشبكة المعلوماتية •
10. يسهم في تطوير الأفكار الدعوية ؛ وذلك عن طريق تلاقح الأفكار، وتنوع الثقافات؛ مما يعمل على تحسين الأدوات والوسائل المستخدمة في الدعوة . الرد علي الشبهات التي تثار ضد الإسلام من فبل المستشرقين .
وفي الختام أكرر شكري وتقديري لحضوركم ولجامعة القدس المفتوحة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،
إعداد
أ . طلال النجار
مشرف غير متفرغ في جامعة
القدس المفتوحة
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام علي أشرف لخلق وحبيب الحق هو سيدنا محمد وعلي آله ، وأصحابه ، والتابعين ، وبعد :
فبادئ ذي بدء نرحب بالإخوة /
الدكتور/ جهاد البطش القائم بأعمال نائب مكتب الرئيس لشؤون قطاع غزة جامعة القدس المفتوحة .
لدكتور / عبد الناصر الفرا مدير منطقة خان يونس التعليمة لجامعة القدس المفتوحة
الأساتذة والضيوف الكرام ....
الطلبة والطالبات ..
معاشر الفضلاء :
يقول الرسول عليه السلام : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً – وإني مذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين – ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً ".
فهنيئاً لكل صاحب طرح متميز نافع يخدم مصالح الأمة والمجتمع بأن يكون ساناً سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
ولعلكم وأنتم في هذا الصرح العلمي تزدادون ثقة وثباتاً ومسؤولية بكل ما يدار في هذا اللقاء الطيب الدافئ الشعور والمشاعر حول "نظرة الإسلام نحو إدخال الحاسوب في العملية التعليمية "
وإنني إذ أتقدم بهذه الورقة العلمية أسأل الله جل وعلا أن يجعلها نافعة وفاتحة خير لدراسة التقنيات الحديثة في العملية التعليمية لهذه الأمة .
يعتبر الحاسوب أهم وسيلة تقنية مستخدمة في حياتنا ؛ لما له من دور فاعل وهام في واقعنا المعاصر ؛ لأنه أصبح لغة العصر وحياتها ، والأمي في هذا العصر ليس أمي القراءة والكتابة ؛ بل الأمي من لا يعرف الحاسب الآلي واستخدامه ؛ لأنه أصبح ظاهرة لها مدلولاتها ، ومبرراتها ، وآثارها في عمليتي التعليم والتعلم وفي هذا المجال نتقدم لجامعة القدس المفتوحة بالشكر الجزيل لما تقوم به من دورات تدريبية في مجال الحاسوب لجميع المشرفين في الجامعة .
وتنبع أهمية هذه الورقة العلمية من حيث :
1.دور الحاسوب الفاعل في العملية التعليمية .
2.كيفية الاستفادة من الخدمات التي يقدمها الحاسوب في تطوير العملية التربوية ، وهل تخالف نظرة الإسلام ؟
أهداف الورقة العلمية :
1. بيان موقف الإسلام من التعليم بالحاسوب .
2. حث الأهل علي متابعة أبنائهم علي التحصيل الدراسي من خلال الاتصال بالمعلم عبر البريد الالكتروني .
فالحاسوب : هو جهاز إلكتروني يعمل وفق برنامج مخزون ؛ حيث يستقبل المدخلات ويعالجها وفق قواعد محددة ، ويعطي نتائج تسمي مخرجات .
ونعني التعليم بمساعدة الحاسوب : تقديم دروس تعليمية مفردة إلي الطلبة مباشرة، فما هي نظرة الإسلام نحو إدخال الحاسوب في العملية التعليمية ؟
نقول وبالله التوفيق :
ورد في القرآن الكريم ، والسنة النبوية نماذج عديدة وكثيرة ؛ مما يسمي اليوم بالوسائل التعليمية ، وقد تم استخدام هذه النماذج لتوضيح القضايا المعروضة بالطريقة التي تتناسب مع العقلية البشرية ولتأكيد المعاني وتقريبها إلي مفاهيم البشر، وسوف استعرض في هذه الورقة العلمية بعض الأساليب في القرآن الكريم، والسنة النبوية والتي تركز على التطوير لبيان نظرة الإسلام للحاسوب في العملية التعليمية .
أولاً . الوسائل التعليمية في القرآن الكريم :
1.ضرب الأمثال : (أسلوب التشبيه التمثيلي )
ومنه قوله تعالي : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت41.
وقوله تعالي : مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ البقرة261
2. أسلوب القصة :
تشمل القصة التاريخية ، وغيرها وقد يكون أشخاصها معروفين ، وقد يكونوا غير معروفين ، وقد استخدمها القرآن بنوعيها لتعليم المسلمين كثيراً من المواقف؛ ومن الأمثلة ما يلي :
أ. قصة أصحاب البستان .
ب. قصة الرجلين التي وردت في سورة الكهف .
ج. قصة عاد وثمود .
د. قصص الأنبياء عليهم السلام مع أقوامهما المؤمنين منهم ,والكافرين في كثير من سور القرآن الكريم ؛ قصة موسى مع قومه , وقصة موسى مع فرعون , وقصة لوط مع قومه , وقصة شعيب مع قومه , وقصة إبراهيم عليه السلام .
فأسلوب القصة مفيد ويجذب المتعلم لاستماعه ؛ لأنه أسلوب محبب إلي النفس ، ومن مميزاتها أنها تجعل المعني واضحاً ويبقي أثره قائماً في النفس ، وفيها العبرة والعظة؛ لقوله تعالي : لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ يوسف111 .
3. عناصر الكون ( التفكر في المخلوقات ) :
قال تعالى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ فصلت53 .
وقال تعالي : أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ الملك19
4. العروض العلمية :
ويقصد بها توضيح شئ مرئي حقيقة , أو فكرة عملية عامة فيقوم العارض بإيضاح كيف تعمل الأشياء , كما في قصة ابني آدم عندما قتل أحدهما الأخر؛ فتوضح القصة الطريقة التي تمت بها الجريمة وتصف الموقف بتفاصيله ، وكيف بعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه حتى يتعلم قابيل كيفية التخلص من جثة أخيه . وكذلك ما قام به ذو القرنين من درس عملي يعلم به من كانوا بين السدين
كيفية عمل السدود ؛ لقوله تعالي : آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً الكهف96 .
5.الرحلات التعليمية :
لقوله تعالى : فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ التوبة122 .
6.الزيارات الميدانية :
والهدف منها التعرف على آثار المكذبين في البيئة وخارجها .
ثانياً . السنة النبوية :
فقد كان عليه السلام القدوة العملية الحسية للمسلمين في حياته بينهم , ثم تحولت القدوة إلى المنهج الذي تركه عليه السلام لهم إلى يوم القيامة , فكان يحدثهم بكلماته , وكان يريهم أعماله نموذجاً تطبيقياً ، إما بالتوجه المباشر، أو التلميح ، أو أساليب أخرى تدخل ضمن ما نطلق عليه اليوم بالوسائل التعليمية , التي سوف أذكر بعضاً منها ، ومن أراد المزيد فعليه الرجوع إلى كتب السيرة .
1. ضرب الأمثال :
لما روى عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول : أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما تقولون ؟ هل يبقي من درنة قالوا : لا يبقي من درنه شئ , قال : ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا .
2. القصة :
ومن أمثلتها قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت في الغار فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار وأخذ كل منهم يدعو بأحب الأعمال التي قام بها حتى انفرجت عنهم الصخرة .
3. عناصر الكون المادي :
كان عليه السلام يذكر هذه العناصر في مواقف متعددة؛ كفضل العالم علي العابد , ورؤية الله بالنسبة للمؤمنين ، وتوضيح فضل قراءة القرآن والفرق بين المؤمن، والمنافق ،والكافر .
4. الرسوم التوضيحية :
استخدم عليه السلام الرسوم التوضيحية على هيئة خطوط، وزوايا ، وأشكال في توضيح قضايا معنوية كبيرة لتصوير المعنى وتوضيحه وتبسيطه ، كما يقوم المعلم اليوم بعمل شرائح البوربوينت عبر الصفوف الافتراضية في الحاسوب ،والأمثلة على ذلك كثيرة ؛ منها :
أ.توضيح طريق الخير، و طريق الشر:
لما روى عن الإمام أحمد في مسنده عن جابر أنه عليه السلام قال : كنا جلوساً عند النبي عليه السلام فخط خطاً أمامه , فقال : هذا سبيل الله عز وجل وخطين عن يمنيه , وخطين عن شماله , وقال هذا سبيل الشيطان ، ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا قوله تعالى: وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الأنعام153 .
ب . الحركات المعبرة :
وهي تغير ملامح الوجه ،أو هيئة الجلسة ،أو الإشارة باليد، أو الأصابع،أو غيرهما بهدف التعبير، أو تجسيم الأحاسيس , وهذا موجود في الصفوف الافتراضية كيف يتم رفع اليد، والضحك ، والتصفيق؛ فقد روى عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته , واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ، ومساكم .
* أما استخدام الإشارة بالإصبع ففي عدة مواقف ؛ منها :
تشبيه التكاتف بين المؤمنين بالبنيان المرصوص , وشبك بين أصابعه، وبيان مكانة كافل اليتيم ،فقال عليه السلام : " أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلي السبابة والوسطي, وشدة قرب الساعة مع البعثة فقال : بعثت أنا والساعة هكذا وأشار إلي السبابة والوسطي .
5. المحاكاة والتدريب العملي :
أمرة عليه السلام للآباء أن يأمروا أبنائهم بالصلاة لسبع سنين وضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين , بمعنى تدريبهم ومتابعتهم عليها وهذا نوع من الوسائل التعليمية المعاصرة.
6. الرحلات :
فقد حث عليه السلام أمته على طلب العلم وبين مكانة طالب العلم .هذه النماذج والمواقف التي تم فيها استخدام الوسائل التعليمية ، يبدو من الضروري أن نوجه لأنفسنا سؤالاً ، ثم نحاول الإجابة عليه بصراحة وهدوء .
إذا كان كتاب الله العظيم ونبيه الكريم قد استخدما الوسيلة التعليمية , فهل يحق لأحدنا أن يرفض استعمالها في المواقف التعليمية المختلفة وإلى أي مدى تتجاوب طرق التدريس التي نستخدمها ؛كالحاسوب مع المنهج القرآن والسنة ؟
ومن هنا يتضح لنا بالغ الأهمية في استخدام الوسائل التعليمية لتقريب المعاني الدينية وتوجيهها للمتعلمين ؛ لذلك يعتبر الحاسوب إحدى الوسائل التعليمية في المجتمع المعاصر نظراً للثورة المعلوماتية التي أصبحت تعج في العالم، والحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق الناس بها ما دامت لا تخالف نصاً شرعياً .
والوسائل التعليمية لها مميزات عديدة في العملية التعليمية ، والمحتوى ؛ حيث يقوم معلم التربية الإسلامية بتحليل محتوي الدرس لمعرفة ما إذا كان المحتوي يتطلب الصور ، وبالتالي يمكن الاعتماد علي المواد التعليمية البصرية ؛ مثل : الأفلام المتحركة ، والحاسوب ، والتلفزيون ، وهكذا ،،،،
إذن لا بد من الاهتمام بالإبداع والذي يعد من أهم مهمات العملية التعليمية،فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر الإبداع والانفجار المعلوماتي ، ولا بد أن ينعكس هذا علي تعلمنا وإبداعنا من تعليم الناس أصول الإيمان ، والأخلاق ، وعلاقة الطالب بالمجتمع ، وتعميم المواد العصرية الحديثة ، أو حوسبة التعليم لجميع مراحل العملية التعليمية ؛لأن المعلمين يقومون دائماً بالبحث عن وسائل تعينهم علي أداء وظائفهم التعليمية من أجل الوصول إلي تعليم أفضل .
الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة :
إن التقنيات الحديثة بإمكاناتها المذهلة ، وسرعتها الفائقة ، وخدماتها الجليلة جعلت من سارع لتطويعها ، والاستفادة منها في خدمة الإسلام فمن خلال البرامج الحاسوبية، وعن طريق الشبكة العلمية للمعلومات كانت هناك جهود لتطوير الناحية التعليمية؛ لأن عصر السرعة الذي نعيش فيه اليوم يستدعي منا العمل ، ومواكبة التطور العلمي الغير مخالف للشريعة الإسلامية .
مميزات الحاسوب في العملية التعليمية :
لا شك أن هنالك مزايا وسلبيات للحاسوب ، ولعلي أشير في هذه العجالة إلي بعض الإيجابيات ؛ كما يلي :
1.يعتبر الحاسوب مطلب من مطالب العصر ، وحتمية تفرضها التقنيات العلمية الحديثة .
2.إمكانية التخزين للمعلومات بكميات هائلة ، وخيالية مع صغر حجم المساحة المطلوب حفظها .
3.السرعة الهائلة في نشر المعلومات ، واسترجاعها ، وتقديم الخدمات المعلوماتية عن بعد، وبسرعة فائقة .
4.تيسير الوقوف علي المعلومة داخل نص الكتاب ،أو البحث .
5.إمكانية نشر المادة العلمية تقنياً بشكل واسع ،وعالمي، وسريع .
النتائج المترتبة على استخدام الحاسوب في العملية التعليمية:
1.يزيل الحواجز الجغرافية والسياسية ، ويعبر الحدود، ويتجاوز القيود على توصيل الرسالة •
2.يحقق الانتشار السريع في وقت واحد •
3.يحقق سهولة التواصل والتفاعل المباشر بالعلماء لأخذ الفتوى عنهم ، والاستنارة بآرائهم .
4.يسهم في تنمية الفكر الإبداعي والمتكامل نظراً لتوافر ذلك الكم الهائل من المعلومات •
5.بيان محاسن الإسلام .
6.يزيل اللبس والغموض وينقِّي الأفكار من الشوائب، والبدع ،والخرافات التي تنشرها الوسائل المضادة .
7.يحقق التواصل مع كل أفراد المجتمع من رجال، ونساء، وشباب ويعمل على التفاعل داخل الأسرة•
8.تسهيل عملية البحث والدراسة والاطلاع على كل شؤون العمل الدعوي، وفي أماكن متباعدة من العالم في وقت واحد•
9.توفير مكتبة إلكترونية مرئية ،ومسموعة ،ومكتوبة بتكاليف زهيدة لكل من يستخدم تلك الشبكة المعلوماتية •
10. يسهم في تطوير الأفكار الدعوية ؛ وذلك عن طريق تلاقح الأفكار، وتنوع الثقافات؛ مما يعمل على تحسين الأدوات والوسائل المستخدمة في الدعوة . الرد علي الشبهات التي تثار ضد الإسلام من فبل المستشرقين .
وفي الختام أكرر شكري وتقديري لحضوركم ولجامعة القدس المفتوحة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،
إعداد
أ . طلال النجار
مشرف غير متفرغ في جامعة
القدس المفتوحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مارس 22, 2016 11:40 pm من طرف أبو مصعب بربروس
» لتكن حياتك مرتبطة بذكر الله
الأحد مارس 20, 2016 10:39 am من طرف أ . حسام كيوان
» القيم المستنبطة من سورة الاسراء
الإثنين ديسمبر 08, 2014 6:23 pm من طرف mr.gevara
» ملخص مادة الأحوال الشخصية لجامعة القدس المفتوجة برنامج التنمية
الجمعة أكتوبر 10, 2014 7:36 pm من طرف احمد الزعتر
» رسالة الاساذ زياد خربوطلي
الخميس سبتمبر 25, 2014 12:08 am من طرف اسعد الفرا
» حقيقة الأسير وشروطه
الأحد مايو 25, 2014 9:07 pm من طرف طالب
» الحرية في الإسلام
الأحد مايو 25, 2014 9:07 pm من طرف طالب
» الحسبة بين النظرية والتطبيق
الأحد مايو 25, 2014 9:07 pm من طرف طالب
» الوسطية في الإسلام
الأحد مايو 25, 2014 9:05 pm من طرف طالب