حول دواوين بعض الشعراء
صفحة 1 من اصل 1
حول دواوين بعض الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
حول دواوين بعض الشعراء
[صياغة العنوان من صنيع محمود الجيار، ويبدو أن هذه الكلمة كانت تقريرا -كلفته إياه بعض المؤسسات- في دواوين هؤلاء الشعراء لترشيح أحدها للحصول على جائزة ما]
• ديوان الأعمال الكاملة للشاعر أحمد غراب:
يقع هذا الديوان في خمسمائة وخمس عشرة صفحة، يضم مائة وثلاثا وأربعين قصيدة وقطعة تمثل مراحل من مسيرة الشاعر، ومع ذلك يسري فيها ماء واحد ونَفس شعري متسق.
وهذا الديوان برهان قاطع على قوة الشعر العربي الذي درج النـــاس على تسميته شعرا تقليديا، وعلى حيويته وتدفقــه، وقدرتــه على النمـو والتطور؛ فهو يضرب بجذوره في التراث على امتداده التاريخي وعلى اتساع مجالاته الحضارية وتنوعها، وهو في الوقت نفســه يفتــح رئتيـــه للهــواء الطــلق على امتـداد العــالم المعاصر، تمده الجذور بالأصول، ويلقح ما يشاء من فضاء العصر، ويمزج ذلك كله داخله، ويتمثله تمثل النبات الحي النامي، ثم يخرجه من بعد صورة حقيقيـــــة معاصرة للذات العربية.
ودون اللجوء إلى الدراسة المفصلة لجزئيات هــذا الديــوان فإننــا نكتــفي بإبـراز خصائصه الكبرى التي تجعله واحدا من أفضل دواوين الشعر العربي في الوقت الراهن:
1- الشعر عند أحمد غراب حياة كاملة مهيمنة، بل هو قدر «كيف أرد الحرف عن قدري»، وهو رسالة شاملة لا تخص الشاعر وحده:
لم تفهمي أنني دنيا بأكملها لها همــوم شعـوب يـا محيـّرتي
ويتخذ أحمـد غراب «المتنبي» نموذجــه الأعلى من حيث شعــوره بالتفــوق، والاعتزاز بالذات:
ما طار بيت عن جوانح شاعر إلا وبي في كل فاصـلة يــد
وأنا الذي أنطقت كل خميــلة وأنا الذي يبكي بشعري الجلمد
...
أوّاه قد ضاقت علي قصائدي وغدوت أكبـــر من كلمـــاتي
وقيمة الشاعر أنه هو الذي يحمل هموم وطنه:
أمتطي الريح حاملا لقضايا زمني هودجا علي كتفيا
رافعا جبهتي بيارق رفض للوجود الذي استحال بغيا
والوطن مصر والعالم العربي، والإسلامي، قد يأتي ذلك في تناول مباشر مثل «أكتوبريات», وقريش والشقاق العربي، ونقوش على جدار نكبة الكويت، ورسالة إلي بغداد، ويأتي في تناول غير مباشر؛ إذ تنبث هموم الوطن في ديوانه، في الغزل والوصف، والرثاء، والهجاء (قصيدته عن شاعــر الزمــن الرديء «نـزار» لأنــه رآه يتطـاول على مصــر كثيـــرا في شعــره).
ولكن تُرى -يا عويـل الشتـاء- أأطفــأت فـي أرض مصـــر منــاره
نزفت كثيرا من الوهـوهـــات وأتقنــت عـزف لـحـون الإثــــــاره
فما انتبهت وردة في بلادي ولا انتفضت في الغصون العصاره
فقل ما شئت فما كنت أدري بــأن الخيـانــات أزهى تجـــــــاره
وتبقي بلادي برغم الخناجر فجــر العطاء وشمس الحضــــاره
2- وتسود الديوان روح الإنسان، فإلى جانب الغـزل والشعـر العاطفـي الـذي يغلب عليه تجد ما يشغل حياة الإنسان المعاصر ويملأ حياته بالقلق والكآبة، وهنا ترسخ «المدينة» المعاصرة رمزا للانسحاق والتوتر:
والغارقون فى الانتظار بكل شبر في الرصيف
الحالمـون بكـوة فى الحـافـلات وبـالرغيــــــف
والراكضات مع الصباح كما أعاصير الخريـف
العائدات مع الغروب دموعهن على الكفــــوف
ولعل المدينة أيضا هي الأصل في قصيدة «اغتصاب» التي تصور أزمـــة الازدحام، والبطالة، وضيق ذات اليد.
ولا يتردد أن يطوع الشعر لموضوعات الحياة اليومية ذات الرموز الخاصة، مثل: جزار الجمعية.
3- جاء الرثاء عنده جديدا، فهو عنده:
أ- معبر عن وحدة الفنون، إذ ذهب معظم رثائه موجها إلى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ، ويوسف وهبي، ورياض السنباطي، ويوسف إدريس، وجــلال عشــــري، وغيرهم.
ب- مصور لأزمة الإنسان المصري الباحث عن الرزق في كل مكان، كما تبدو في قصيدته «مرثاة حلم» عن مأساة العمالة المصرية العائدة من غربتها خاوية الوفاض.
4- احتفظ الشاعر بالشكل المستقر للقصيدة العربيــة, والتزم وحـــدة الـــوزن، ووحدة القافية في الأغلب الأعم من شعره.
5- جاءت لغته مزيجا طبيعيا من لغة التراث ولغة العصر، فعلى حين تجـــد:«تتفصدين على مشارف جبهتي عرقا».. تجد «يا ليل. يا عين. يا نايا وأغنية»، وليس في لغة الديوان إسفاف أو نبو أواستغلاق.
وظهرت في الديوان لغة الحوار والقصة ظهورا قويا «قصيدته: مع المتنبي، وفي القطار».
6- أما الصورة الشعرية في هذا الديوان فهي إحدى مزاياه الكبرى لاجدال، فمع إحيائه صورة الطلل في «ربوة الأمس» تجــــد أنماطــا فريــدة من الصــور الشعرية في رسم الطبيعة وفي تصوير النفس الإنسانية وآمالها وإحباطاتها، مع لجوء إلي تراسل الحواس دون تصنع ولا تعمــل، وقد خـلا الديــوان من الموجة الغالبة على شعراء الوقت في «اقتراض» الصــور الغريبــة مـــع الإيغال في الغموض والانسلاخ الكامل عن الطبيعة العربية.
وخلاصة القول أن هذا الديوان يمثل الامتداد الطبيعي للشعــر العربي، وهو في معظمه يدل علي أن صاحبه قد أوتي ملكة الإبداع الشعري بعناصرها المعروفــة من حيث الصدور الطبيعي عن الموسيقى العربية، ومن حيث امتلاك لغة شعرية نافذة, ومن حيث القدرة على التصوير المبدع، ومن حيث انغماســه في حيــــاة الأمة بدوائرها الوطنية والقومية والإسلامية.
وأراه لذلك يستحق الفوز بالجائزة.
• ديوان نزيف القرنفل للشاعر محمد عبد العزيز شنب:
ديوان صغير الحجــم، يضـم عشرين قصيدة، غير أنه حــــافل بشعر حقيقي، يقتصر على موضوع واحد يشغل القلب العربي؛ قضية الوطن وهمومه وحالة الانكسار التي يعيشها منذ عقود، وتـوالي خطـوات التردي، والشــاعر لا يرى مخرجا من ذلك كله إلا المقاومة فتأتي القصائد الأخــرى موجهـة إلى رموز الاستشهاد: وفاء إدريس، وآيات الأخرس، وأحمد ياسين، وغيرهم.
شعر عربي يلتزم الوزن والقافية؛ في لغة شعرية عالية، تتخللها موسيقى طبيعية تنهض على اختيار اللفظة وأشكال التركيب والتتابع المتناغم للمقاطع، مع قدرة إبداعية واضحة على التصوير الفني.
وأرى هذا الديوان -على صغره- يأتي في المرتبة الثانية بعد ديوان أحمد غراب، وأراه يستحق إشادة خاصة.
• ديوان وطني وطفلي للشاعر مصطفي عكرمة:
ديوان يضم ما يربو على مائة قصيدة ومقطعة تمثل شعر الرجل على فترات متباعدة، يرجع بعضها إلى ستينيات القرن الماضي. والديوان من أوله إلى آخره يعبر عن القيم العربية والإسلامية بما فيها من حق وعدل وتسامح وسلام الوجدان:
وأنا -ويشهد من يراني شاعرا- إلا لمـجـد الحـق لا أتعـصــــب
حر الضمير أعيش فطرة خالقي ديني الحقيقة ، والحياء المذهب
...
والعدل إن أظهرت حاجتنا له قالوا تراثي الخيال مقولب
وتراثنا الغالي أما أغنى الورى ولقد قلاه بنو أبي وتأجنبوا
في الديوان شعر رائع عن الأبناء والأحفاد:
يقول في رقة «بابا» فيا كبدي طيري إليه وكوني رهن دعوته
يقتادني كيفما يهوى ويأمرني وأسعد العيش أن أحظى بإمرته
وفي الديوان شعر غير قليل عن المقاومة والاستشهاد، أفضله قصيدة خنساء غزة، يصور فيها أمّا فلسطينية أرسلت ابنها للاستشهاد فردوه لصغر سنه:
أعددته وأنا أدرى أن غـدًا لا لن يجئ إذا لم نرسل الشهدا
قد كان يكبر عاما كل ثانية وكـل ثانيـة زادت هـــداه هـدى
وقد خص الشاعر مصر بقصيدة جميلة عن النيل والقاهرة والإسكندرية، كما خص العراق بشعر عن بغداد والفلوجة.
مشكلة هذا الديوان أن نغمة الوعظ واضحة فيه، لكنه شاعر كبير لا جدال.
• الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمد إسماعيل جوهري:
ديوان كبير يضم شعر الرجل، قسمه على مراحل العمر، من الشبــاب، إلى الكهولة وما بعدها. والديوان يلتزم أصول الشعر العربي من حيث اللغة والوزن والقافية مع شئ من التنويع. فيه شعــر غيــر قليل عن أوضــاع العرب وحالــة التمـــزق والانسحاق، وفيه غزل غير قليل، وفيه وصف، وفيه قصائد مناسبات. لغته سهـلة متدفقة، غير أن الصور تقليدية ليس فيها إبداع متفرد، لكنه يتفـــــوق على دواويـن أخرى كثيرة.
حول دواوين بعض الشعراء
[صياغة العنوان من صنيع محمود الجيار، ويبدو أن هذه الكلمة كانت تقريرا -كلفته إياه بعض المؤسسات- في دواوين هؤلاء الشعراء لترشيح أحدها للحصول على جائزة ما]
• ديوان الأعمال الكاملة للشاعر أحمد غراب:
يقع هذا الديوان في خمسمائة وخمس عشرة صفحة، يضم مائة وثلاثا وأربعين قصيدة وقطعة تمثل مراحل من مسيرة الشاعر، ومع ذلك يسري فيها ماء واحد ونَفس شعري متسق.
وهذا الديوان برهان قاطع على قوة الشعر العربي الذي درج النـــاس على تسميته شعرا تقليديا، وعلى حيويته وتدفقــه، وقدرتــه على النمـو والتطور؛ فهو يضرب بجذوره في التراث على امتداده التاريخي وعلى اتساع مجالاته الحضارية وتنوعها، وهو في الوقت نفســه يفتــح رئتيـــه للهــواء الطــلق على امتـداد العــالم المعاصر، تمده الجذور بالأصول، ويلقح ما يشاء من فضاء العصر، ويمزج ذلك كله داخله، ويتمثله تمثل النبات الحي النامي، ثم يخرجه من بعد صورة حقيقيـــــة معاصرة للذات العربية.
ودون اللجوء إلى الدراسة المفصلة لجزئيات هــذا الديــوان فإننــا نكتــفي بإبـراز خصائصه الكبرى التي تجعله واحدا من أفضل دواوين الشعر العربي في الوقت الراهن:
1- الشعر عند أحمد غراب حياة كاملة مهيمنة، بل هو قدر «كيف أرد الحرف عن قدري»، وهو رسالة شاملة لا تخص الشاعر وحده:
لم تفهمي أنني دنيا بأكملها لها همــوم شعـوب يـا محيـّرتي
ويتخذ أحمـد غراب «المتنبي» نموذجــه الأعلى من حيث شعــوره بالتفــوق، والاعتزاز بالذات:
ما طار بيت عن جوانح شاعر إلا وبي في كل فاصـلة يــد
وأنا الذي أنطقت كل خميــلة وأنا الذي يبكي بشعري الجلمد
...
أوّاه قد ضاقت علي قصائدي وغدوت أكبـــر من كلمـــاتي
وقيمة الشاعر أنه هو الذي يحمل هموم وطنه:
أمتطي الريح حاملا لقضايا زمني هودجا علي كتفيا
رافعا جبهتي بيارق رفض للوجود الذي استحال بغيا
والوطن مصر والعالم العربي، والإسلامي، قد يأتي ذلك في تناول مباشر مثل «أكتوبريات», وقريش والشقاق العربي، ونقوش على جدار نكبة الكويت، ورسالة إلي بغداد، ويأتي في تناول غير مباشر؛ إذ تنبث هموم الوطن في ديوانه، في الغزل والوصف، والرثاء، والهجاء (قصيدته عن شاعــر الزمــن الرديء «نـزار» لأنــه رآه يتطـاول على مصــر كثيـــرا في شعــره).
ولكن تُرى -يا عويـل الشتـاء- أأطفــأت فـي أرض مصـــر منــاره
نزفت كثيرا من الوهـوهـــات وأتقنــت عـزف لـحـون الإثــــــاره
فما انتبهت وردة في بلادي ولا انتفضت في الغصون العصاره
فقل ما شئت فما كنت أدري بــأن الخيـانــات أزهى تجـــــــاره
وتبقي بلادي برغم الخناجر فجــر العطاء وشمس الحضــــاره
2- وتسود الديوان روح الإنسان، فإلى جانب الغـزل والشعـر العاطفـي الـذي يغلب عليه تجد ما يشغل حياة الإنسان المعاصر ويملأ حياته بالقلق والكآبة، وهنا ترسخ «المدينة» المعاصرة رمزا للانسحاق والتوتر:
والغارقون فى الانتظار بكل شبر في الرصيف
الحالمـون بكـوة فى الحـافـلات وبـالرغيــــــف
والراكضات مع الصباح كما أعاصير الخريـف
العائدات مع الغروب دموعهن على الكفــــوف
ولعل المدينة أيضا هي الأصل في قصيدة «اغتصاب» التي تصور أزمـــة الازدحام، والبطالة، وضيق ذات اليد.
ولا يتردد أن يطوع الشعر لموضوعات الحياة اليومية ذات الرموز الخاصة، مثل: جزار الجمعية.
3- جاء الرثاء عنده جديدا، فهو عنده:
أ- معبر عن وحدة الفنون، إذ ذهب معظم رثائه موجها إلى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ، ويوسف وهبي، ورياض السنباطي، ويوسف إدريس، وجــلال عشــــري، وغيرهم.
ب- مصور لأزمة الإنسان المصري الباحث عن الرزق في كل مكان، كما تبدو في قصيدته «مرثاة حلم» عن مأساة العمالة المصرية العائدة من غربتها خاوية الوفاض.
4- احتفظ الشاعر بالشكل المستقر للقصيدة العربيــة, والتزم وحـــدة الـــوزن، ووحدة القافية في الأغلب الأعم من شعره.
5- جاءت لغته مزيجا طبيعيا من لغة التراث ولغة العصر، فعلى حين تجـــد:«تتفصدين على مشارف جبهتي عرقا».. تجد «يا ليل. يا عين. يا نايا وأغنية»، وليس في لغة الديوان إسفاف أو نبو أواستغلاق.
وظهرت في الديوان لغة الحوار والقصة ظهورا قويا «قصيدته: مع المتنبي، وفي القطار».
6- أما الصورة الشعرية في هذا الديوان فهي إحدى مزاياه الكبرى لاجدال، فمع إحيائه صورة الطلل في «ربوة الأمس» تجــــد أنماطــا فريــدة من الصــور الشعرية في رسم الطبيعة وفي تصوير النفس الإنسانية وآمالها وإحباطاتها، مع لجوء إلي تراسل الحواس دون تصنع ولا تعمــل، وقد خـلا الديــوان من الموجة الغالبة على شعراء الوقت في «اقتراض» الصــور الغريبــة مـــع الإيغال في الغموض والانسلاخ الكامل عن الطبيعة العربية.
وخلاصة القول أن هذا الديوان يمثل الامتداد الطبيعي للشعــر العربي، وهو في معظمه يدل علي أن صاحبه قد أوتي ملكة الإبداع الشعري بعناصرها المعروفــة من حيث الصدور الطبيعي عن الموسيقى العربية، ومن حيث امتلاك لغة شعرية نافذة, ومن حيث القدرة على التصوير المبدع، ومن حيث انغماســه في حيــــاة الأمة بدوائرها الوطنية والقومية والإسلامية.
وأراه لذلك يستحق الفوز بالجائزة.
• ديوان نزيف القرنفل للشاعر محمد عبد العزيز شنب:
ديوان صغير الحجــم، يضـم عشرين قصيدة، غير أنه حــــافل بشعر حقيقي، يقتصر على موضوع واحد يشغل القلب العربي؛ قضية الوطن وهمومه وحالة الانكسار التي يعيشها منذ عقود، وتـوالي خطـوات التردي، والشــاعر لا يرى مخرجا من ذلك كله إلا المقاومة فتأتي القصائد الأخــرى موجهـة إلى رموز الاستشهاد: وفاء إدريس، وآيات الأخرس، وأحمد ياسين، وغيرهم.
شعر عربي يلتزم الوزن والقافية؛ في لغة شعرية عالية، تتخللها موسيقى طبيعية تنهض على اختيار اللفظة وأشكال التركيب والتتابع المتناغم للمقاطع، مع قدرة إبداعية واضحة على التصوير الفني.
وأرى هذا الديوان -على صغره- يأتي في المرتبة الثانية بعد ديوان أحمد غراب، وأراه يستحق إشادة خاصة.
• ديوان وطني وطفلي للشاعر مصطفي عكرمة:
ديوان يضم ما يربو على مائة قصيدة ومقطعة تمثل شعر الرجل على فترات متباعدة، يرجع بعضها إلى ستينيات القرن الماضي. والديوان من أوله إلى آخره يعبر عن القيم العربية والإسلامية بما فيها من حق وعدل وتسامح وسلام الوجدان:
وأنا -ويشهد من يراني شاعرا- إلا لمـجـد الحـق لا أتعـصــــب
حر الضمير أعيش فطرة خالقي ديني الحقيقة ، والحياء المذهب
...
والعدل إن أظهرت حاجتنا له قالوا تراثي الخيال مقولب
وتراثنا الغالي أما أغنى الورى ولقد قلاه بنو أبي وتأجنبوا
في الديوان شعر رائع عن الأبناء والأحفاد:
يقول في رقة «بابا» فيا كبدي طيري إليه وكوني رهن دعوته
يقتادني كيفما يهوى ويأمرني وأسعد العيش أن أحظى بإمرته
وفي الديوان شعر غير قليل عن المقاومة والاستشهاد، أفضله قصيدة خنساء غزة، يصور فيها أمّا فلسطينية أرسلت ابنها للاستشهاد فردوه لصغر سنه:
أعددته وأنا أدرى أن غـدًا لا لن يجئ إذا لم نرسل الشهدا
قد كان يكبر عاما كل ثانية وكـل ثانيـة زادت هـــداه هـدى
وقد خص الشاعر مصر بقصيدة جميلة عن النيل والقاهرة والإسكندرية، كما خص العراق بشعر عن بغداد والفلوجة.
مشكلة هذا الديوان أن نغمة الوعظ واضحة فيه، لكنه شاعر كبير لا جدال.
• الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر محمد إسماعيل جوهري:
ديوان كبير يضم شعر الرجل، قسمه على مراحل العمر، من الشبــاب، إلى الكهولة وما بعدها. والديوان يلتزم أصول الشعر العربي من حيث اللغة والوزن والقافية مع شئ من التنويع. فيه شعــر غيــر قليل عن أوضــاع العرب وحالــة التمـــزق والانسحاق، وفيه غزل غير قليل، وفيه وصف، وفيه قصائد مناسبات. لغته سهـلة متدفقة، غير أن الصور تقليدية ليس فيها إبداع متفرد، لكنه يتفـــــوق على دواويـن أخرى كثيرة.
محمود عبد الصمد الجيار- عدد المساهمات : 41
العمر : 34
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مارس 22, 2016 11:40 pm من طرف أبو مصعب بربروس
» لتكن حياتك مرتبطة بذكر الله
الأحد مارس 20, 2016 10:39 am من طرف أ . حسام كيوان
» القيم المستنبطة من سورة الاسراء
الإثنين ديسمبر 08, 2014 6:23 pm من طرف mr.gevara
» ملخص مادة الأحوال الشخصية لجامعة القدس المفتوجة برنامج التنمية
الجمعة أكتوبر 10, 2014 7:36 pm من طرف احمد الزعتر
» رسالة الاساذ زياد خربوطلي
الخميس سبتمبر 25, 2014 12:08 am من طرف اسعد الفرا
» حقيقة الأسير وشروطه
الأحد مايو 25, 2014 9:07 pm من طرف طالب
» الحرية في الإسلام
الأحد مايو 25, 2014 9:07 pm من طرف طالب
» الحسبة بين النظرية والتطبيق
الأحد مايو 25, 2014 9:07 pm من طرف طالب
» الوسطية في الإسلام
الأحد مايو 25, 2014 9:05 pm من طرف طالب