العتق من النار وأسبابه 1

قال صلى الله عليه وسلم : ﴿ إنَّ لله تعالى عتقاء في كل يوم و ليلة – يعني في رمضان – وإنَّ لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ) أحمد
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ لله عز وجل عند كل فطر عتقاء ) أحمد
فحري بمن يسمع هذا الحديث أن يبذل قصارى جهده في الاتيان بالأسباب التي بها فكاك رقبته من النَّار ، لا سيما في هذا الزمن الشريف رمضان ، حيث رحمة الله السابغة ، فيا باغي الخير هلمَّ أقبل ، فقد صفدت الشياطين ، وسجِّرت النيران ، وفتِّحت أبواب الجنة ،
هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة شهرالمغفرة شهر العتق من النار

فالنبي صلى الله عليه وسلم زف هذه البشرى لأبي بكر رضي الله عنه : ( أنت عتيق الله من النار ) الترمذي والحاكم
فمن يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة .
( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران/ 185
في شهر رمضان تكون أعظم هدية وأعظم جائزة تستحق أن تنالها "أن يعتقك الله سبحانه وتعالى من النار "
اسأل نفسك هل أنا مرشح للعتق من النار ؟؟
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (صنفان من أهل النار لم أرهما)مسلم فهو يتحدث عن صنفين من الناس من أمته لم يرهما يعني إلى الآن لم يراهما في عهده ,الصنف الأول (قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) يعني يعذبون الناس بالسياط ليس لهم ذنب سوى أن قالوا ربنا الله سبحانه وتعالى, فقط التزموا , يضربون الناس بالسياط دون المراعاة لإنسانيتهم ولحقوقهم ولحرياتهم ظلماً وعدواناً والصنف الثاني (ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)
ولكن هناك أصناف كثيرة لم يراها النبي لم تكن في عهده من هذه الأصناف التي تعيش بيننا هذه الأيام :
صنف يصوم رمضان دون صلاة صنف عجيب جداً يصوم يجوع ولكن من غير صلاة
وصنف يصوم ولا يصلي إلا في البيت
وصنف لا يقرأ القرآن إلا في رمضان
وصنف لا يصلي إلا صلاة الجمعة
وصنف من النساء تدخل المسجد وتتحجب وتضع الخمار وتضع كل شيء مجرد أن تخرج من المسجد تضع الماكياج وتتفسخ مرة ثانية أصناف عجيبة
إذاً عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم (صنفان من أهل النار لم أرهما)أي أن هناك أصنافاً أخرى لم يراها بعد مما ابتلينا بهم في هذا الرمضان وفي أي رمضان آخر فهل هؤلاء يكونوا عتقاء شهر رمضان ؟؟

فهل حدث أحدكم نفسه بهذا الحديث (إنَّ لله تعالى عتقاء في كل يوم و ليلة ) ؟؟
فهل حدثت نفسك أن تكون من هؤلاء العتقاء ؟؟

هناك علامات نستدل من خلالها على هذه البشارة العظيمة فالعتقاء لهم صفات
وقد دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعمال إذا قمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من النَّار ، وقد جمعت لك منها عشرين سببًا ، لتعمد إليها ، وتحاول القيام بها جميعًا ، ضعها نصب عينيك ، حاول أنْ تجعل منها برنامجًا يوميًا ، ومشروعًا إيمانيًا ، دراسة جدواه تقول : إنَّ أرباحه لا نظير لها ، ولا مثيل لضخامتها ، إنَّه " العتق من النار "
فهذه أسباب العتق ، وقد بقي منك العمل ، فلا تفتر فإنَّها أعظم جائزة وأفضل غنيمة .


قال صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) رواه الطبراني في الكبير
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجنة غرفا ، بُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها .
فقال أبو مالك الأشعري : لمن هي يا رسول الله ؟
قال : هي لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائما والناس نيام ).
رواه الطبراني في الكبير
قال صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) الصحيحين
فمن غفر ذنبه فهو معتوق من النار
قال صلى الله عليه وسلم : (رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ رمضان ولم يغفر له) رواه أصحاب السنن

وفي الحديث الذي رواه في مسنده بسند حسن في المستدرك وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة - ماذا يقول الصيام وماذا يقول القرآن- يقول الصيام: أي ربي! منعته الطعام والشراب والشهوة -أي: من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، الطعام بين يديه وامتنع عنه طاعة لله، زوجته بين يديه وامتنع عنها امتثالاً لأمر الله، والشراب بين يديه وهجره طمعاً في رحمة الله جل وعلا- فشفعني فيه، ويقول القرآن: أي ربي! منعته النوم بالليل فشفعني فيه , فيشفعان) أحمد والحاكم وأقره الذهبي
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً ) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان أول ليلة من رمضان نظر الله إلى عباده الصائمين بعين الرضا , ومن نظر الله له بعين الرضا والرحمة لم يعذبه أبداً ) أحمد والبيهقي
وأحذر ألا نضيع العمر أمام المسلسلات، وأمام الفوازير والأفلام، فقد ضيعنا الأيام قبل ذلك، فوالله! ثم والله! لا نضمن أن نصوم رمضان القادم؛ فانظر إلى آبائك وأحبابك وإخوانك الذين كانوا معك في رمضان الماضي أين هم؟! لقد تركوا الأهل .. تركوا الأحباب .. تركوا الدنيا، وهم الآن بين يدي الله، ويتمنى الكثير منهم أن يرجع يوماً إلى الدنيا ليصوم لله، أو ليصلي ركعة لله، أو ليفتح كتاب الله، أو ليتصدق على فقير، أو ليزور مسكيناً، أو ليصل رحمه،
قال تعالى: ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون:97-100 .
نام هارون الرشيد على فراش الموت فبكى، وقال لمن حوله من أصدقائه وأقربائه ووزرائه: أريد أن أرى قبري الذي سأدفن فيه، فحملوا هارون إلى القبر فنظر إليه وبكى، ورفع رأسه إلى السماء وقال: ( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) الحاقة:28-29 ، ثم رفع رأسه إلى السماء ثانية وقال: يا من لا يزول ملكه! ارحم من قد زال ملكه.

انتظر أخي الحبيب مني بقية أسباب العتق من النار مع لقاء آخر أستودعك الله تعالى ....